
تبدأ الكنيسة الكاثوليكية فصلاً جديدًا في تاريخها بانتخاب روبرت فرانسيس بريفوست مثل البابا ليو الرابع عشر.
🎤 استمع إلى الكلمات الأولى للبابا ليون الرابع عشر
ويمثل هذا الإعلان، الذي صدر مؤخرا في الفاتيكان، بداية حبرية تعد بالتعامل مع التحديات المعاصرة، وتحقيق التوازن بين التقاليد والتجديد.
ولكن من هو الرجل الذي يقف وراء الزعيم الروحي الجديد لأكثر من 1.3 مليار كاثوليكي في العالم؟ دعونا الآن نتعرف أكثر على مسيرة روبرت بريفوست حتى تعيينه كبابا.
وُلِد روبرت فرانسيس بريفوست في 14 سبتمبر 1955 في شيكاغو، الولايات المتحدة. كان ابنًا لعائلة كاثوليكية متدينة، وأظهر اهتمامًا بالحياة الدينية منذ صغره. في سن العشرين، انضم إلى وسام القديس أوغسطين، إحدى أقدم الرهبنات المتسولة في الكنيسة.
بعد أن أكمل دراسته في الفلسفة واللاهوت في الولايات المتحدة، واصل بريفوست تعليمه في الكلية البابوية الدولية للقديس أوغسطينفي روما، حيث حصل على دكتوراه في القانون الكنسي
لقد أعده هذا المسار الأكاديمي القوي ليس فقط للحياة الرعوية، بل أيضًا لمناصب قيادية داخل الكنيسة.
قبل أن يلقى الضوء عليه في الفاتيكان، كرّس روبرت بريفوست جزءًا كبيرًا من حياته للبعثات الدولية. لقد عمل لسنوات في بيرو، حيث كان رئيسًا إقليميًا للرهبنة ومسؤولًا عن الأنشطة الرعوية والاجتماعية في المناطق المحتاجة.
وقد منحه عمله التبشيري خبرة عملية في الثقافات المختلفة والقضايا الاجتماعية، وهو أمر ذو قيمة في السياق الحالي للكنيسة.
بين عامي 2001 و2013، شغل بريفوست منصب الرئيس العام للرهبنة الأوغسطينية، أعلى منصب في الجماعة. وفي هذا الدور، قام بتنسيق المجتمعات الدينية في أكثر من 40 دولة، وعزز الحوار بين التقاليد الأوغسطينية واحتياجات العالم الحديث.
في عام 2014، تم تعيين روبرت بريفوست من قبل البابا فرانسيس كـ أسقف تشيكلايوفي شمال بيرو، لتعزيز نشاطها الأسقفي. وفي وقت لاحق من عام 2023، أعاده فرانسيس إلى روما، وعينه رئيس دائرة الأساقفة، أحد أهم المواقع الاستراتيجية في الكوريا الرومانية.
وباعتباره حاكمًا، لعب بريفوست دورًا رئيسيًا في تعيين الأساقفة في جميع أنحاء العالم، مما منحه معرفة واسعة بديناميكيات الكنيسة والتحديات العالمية التي تواجهها. إن هذه الخبرة، إلى جانب سمعته في التوازن والحوار والرعاية الرعوية، جعلته خيارًا طبيعيًا لقيادة الكنيسة في هذا الوقت الانتقالي.
مع اختيار الاسم ليو الرابع عشريشير بريفوست إلى الاستمرارية مع تقليد الباباوات الإصلاحيين والدبلوماسيين، مثل ليو الثالث عشر، المعروف بمنشوراته الاجتماعية. ويعتقد مراقبو الفاتيكان أن البابا الجديد يجب أن يسير على خطى سلفه، من خلال الجمع بين التركيز على العدالة الاجتماعية والدفاع عن الفقراء وتعزيز الحوار بين الأديان.
ومن المتوقع أيضًا أن يعمل ليون الرابع عشر على تعزيز الإصلاحات الإدارية للكوريا وتشجيع المزيد من الدور القيادي للعلمانيين والنساء في حياة الكنيسة، وهي المواضيع التي ميزت حبريته السابقة.
إن خبرته في سياقات ثقافية متنوعة وطلاقة في اللغات الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والفرنسية تجعله مؤهلاً لقيادة الكنيسة في مشهد عالمي متزايد التعقيد.
إن انتخاب روبرت بريفوست ليكون البابا ليون الرابع عشر يشكل بداية مرحلة واعدة للكنيسة الكاثوليكية. بفضل خلفيته الصلبة وخبرته التبشيرية الواسعة وروح الحوار، يتمتع البابا الجديد بالشخصية اللازمة لقيادة الكنيسة عبر تحديات القرن الحادي والعشرين.